کد مطلب:335850 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:161

علی لم یحضر فی السقیفة
لماذا..؟ لأنه كان مشغولا فی دفن سید الكائنات، وخاتم الرسالات بوصیة

من نبیه ومعلمه محمد صلی الله علیه وآله أنت تغسلنی، أنت تكفننی، أنت تهیل علی التراب، أنت تصلی علی، لم یهتم بقضیة الخلافة أو الزعامة وهو القائل (إن خلافتكم لا تساوی عندی عفطة عنز أو ورقة تقضمها جرادة). فكان ماكثا فی بیته هو ومجموعة من أصحابه فقال فی صدد ذلك أبو بكر الجواهری فی احتجاج علی علیه السلام: وعلی یقول: (أنا عبد الله وأخو رسول الله) حتی انتهوا به إلی أبی بكر، فقیل له: بایع فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم لا أبایعكم وأنت أولی بالبیعة لی، أخذتم هذا الأمر من الأنصار واحتججتم علیهم بالقرابة من رسول الله فأعطوكم المقادة وسلموا إلیكم الإمارة، وأنا أحتج علیكم بمثل ما احتججتم به علی الأنصار، فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم وإلا فبوؤا بظلم وأنتم تعلمون. فقال عمر: إنك لست متروكا حتی تبایع.



[ صفحه 356]



فقال له علی: (إحلب له یا عمر حلبا لك شطره، أشدد له الیوم أمره لیرده علیك غدا).... لا والله لا أقبل قولك ولا أتبعك) [1] .

فحاولوا بعدة طرق أن یكسبوا علیا علیه السلام فقد حاولوا یوما أن یغیروا العباس فقالوا أعطوه نصیبا یكون له ولعقبه من بعده فتقطعون به ناحیة علی بن أبی طالب وتكون لكم حجة علی علی إذا حال معكم [2] .

وجاء فی رد العباس: (فأما ما قلت إنك تجعله لی، فإن كان حقا للمؤمنین فلیس لك أن تحكم فیه، وإن كان لنا فلم ترضی ببعضه دون بعض؟! وعلی رسلك فإن رسول الله من شجرة نحن أغصانها وأنتم جیرانها) [3] .

وعندما لم ینجح هذا الأسلوب لجأوا إلی أسلوب الإكراه. قال عمر بن الخطاب: وإنه كان من خیرنا حین توفی الله نبیه أن علیا والزبیر ومن معهما تخلفوا عنا فی بیت فاطمة [4] .

فبعث إلیهم أبو بكر عمر بن الخطاب لیخرجهم من بیت فاطمة. وقال له: إن أبوا فاقتلهم. فأقبل - عمر بن الخطاب ومن معه - بقبس من نار علی أن یضرم علیهم



[ صفحه 357]



النار فلقیتهم فاطمة فقالت: یا بن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا فیما دخلت فیه الأمة [5] .

وفی أنساب الأشراف: فتلقته فاطمة علی الباب فقالت فاطمة: یا بن الخطاب أتراك محرقا علی بابی؟! قال: نعم [6] .

وقد عد المؤرخون من الرجال الذین تعدوا علی دار فاطمة لإحراقها: 1. عمر بن الخطاب. 2. خالد بن الولید. 3. عبد الرحمن بن عوف. 4. ثابت بن قیس بن شماس. 5. زیاد بن لبید. 6. محمد بن مسلم. 7. زید بن ثابت. 8. سلمة بن سلامة بن وغشی. 9. سلمة بن أسلم. 10. أسید بن خضیر. قال الیعقوبی: فأتوا فی جماعة حتی هجموا علی الدار - إلی قوله وكسر سیفه - أی سیف علی ودخلوا الدار [7] .

وقال الطبری: أتی عمر بن الخطاب منزل علی وفیه طلحة والزبیر ورجال



[ صفحه 358]



من المهاجرین، فخرج علیه الزبیر مسلطا بالسیف، فعثر فسقط السیف من یده فوثبوا علیه فأخذوه [8] .

ورأت فاطمة ما صنع بهما - أی بعلی والزبیر - فقامت علی باب الحجرة وقالت: یا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم علی أهل بیت رسول الله والله لا أكلم عمر حتی ألقی الله [9] .

ولهذا ولمنع فاطمة إرثها ومصائب أخری، غضبت فاطمة، ووجدت علی أبی بكر فهجرته ولم تكلمه حتی توفیت، وعاشت بعد النبی ستة أشهر فلما توفیت دفنها زوجها علی لیلا ولم یؤذن بها أبا بكر [10] أی لم یحضر جنازتها. وفی روایة أخری أنها قالت له: والله لأدعون علیك فی كل صلاة أصلیها [11] .

ولهذا قال أبو بكر فی مرض موته: أما إنی لا آسی علی شئ من الدنیا إلا علی ثلاث فعلتهن، وددت أنی تركتهن - إلی قوله: فأما الثلاث التی فعلتهن: فوددت أنی لم أكشف بیت فاطمة عن شئ وإن كانوا قد أغلقوه علی الحرب [12] .



[ صفحه 359]



وفی الیعقوبی: ولیتنی لم أفتش بیت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق علی الحرب [13] .

وفی هذا یقول شاعر النیل حافظ إبراهیم:

وقولة لعلی قالها عمر

أكرم بسامعها أعظم بملقیها

حرقت دارك لا أبقی علیك بها

إن لم تبایع وبنت المصطفی فیها

ما كان غیر أبی حفص یفوه بها

أمام فارس عدنان وحامیها [14] .

فهذه الطریقة التی بدأت فیها الخلافة بالغلبة وانتهت بالإكراه والتهدید والقتل.. بالله علیكم هل هذه هی الشوری؟!



[ صفحه 363]




[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 2 - ص 2 - 5.

[2] الإمامة والسياسة: لابن قتيبة: ج 1 - ص 14، تاريخ اليعقوبي: ج 2 - ص 124 و 125.

[3] تاريخ اليعقوبي: ج 2 - ص 124.

[4] مسند أحمد بن حنبل: ج 1 - ص 55، الطبري: ج 2 - ص 466، ابن كثير: ج 5 - ص 246، ابن الأثير: ج 2 - ص 124.

[5] العقد الفريد: لابن عبد ربه: ج 3 - ص 64، وأبو الفداء: ج 1 - ص 156.

[6] أنساب الأشراف: ج 1 - ص 586، كنز العمال: ج 3 - ص 140، الرياض النضرة: ج 1 - ص 167.

[7] تاريخ اليعقوبي: ج 2 - ص 126.

[8] الطبري: ج 2 - ص 443 - 446 عبقرية عمر: للعقاد ص 173.

[9] شرح النهج لابن أبي الحديد: ج 1 - ص 142، ج 2 - ص 2 - 5.

[10] صحيح البخاري: ج 5 - ص 177، ج 4 - ص 96.

[11] الإمامة والسياسة: ابن قتيبة: ج 1 - ص 25.

[12] الطبري: ج 2 - ص 619، مروج الذهب للمسعودي: ج 1 - ص 414، العقد الفريد: ج 3 - ص 569، تاريخ الذهبي: ج 1 - ص 388، الإمامة والسياسة، ج 1 - ص 18، كنز العمال: ج 3 - ص 125.

[13] تاريخ اليعقوبي: ج 2 - ص 115، نقلا عن كتاب (الحقيقة الضائعة للشيخ معتصم سيد أحمد ص (151).

[14] ديوان حافظ إبراهيم (الطبعة المصرية).